قال الشيخ العلّامة الكوثري رحمه الله تعالى : ( وأمَّا حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه عند ابن ماجه مرفوعاً : (( إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلها وصوموا نهارها )) الحديث .. ففي سنده ابن أبي سبرة ولم يُخرج عنه أحدٌ من الأئمة الستة غير ابن ماجه وهو يُرمى بالوضع لكن ابن جريج يروي عنه ويدخل أحاديثه في كتبه وكان تولّى القضاء ببغداد قبل أبي يوسف وتمام الحديث : (( فإن الله ينزل فيها لغروب الشمس إلى سماء الدنيا فيقول : ألا مستغفر فأغفر له ، ألا مسترزق فأرزقه ألا مبتلى فأعافيه ألا كذا ألا كذا حتَّى يطلع الفجر )) .
ومعنى النزول فتحه لباب الإجابة لعباده وهو استعمال عربي صحيح وحمله على الانتقال من فوق إلى تحت جهلٌ بما يجوز في الله وما لا يجوز فلا بدَّ من حمل النزول على الإسناد المجازي بمعنى بعثه من ينادي هذا النداء كما يدلُّ على ذلك حديث النسائي أو على المجاز في الظرف بمعنى أنَّه يُقبل على المستغفرين كما ذهب إلى ذلك حماد بن زيد وغيره ، والغروب وثلث الليل ممّا يختلف باختلاف المطالع فيستمر هذا وذاك بالنظر إلى مُختلف البلاد فلا يُتصوّر أن يراد الهبوط الحسِّي في مطلق أحاديث النزول فيكون على نمطها حديث ليلة النصف من شعبان بل حديث شعبان مُتكلّم فيه فسَوْق ابن خزيمة له في صدد الاحتجاج به على النزول الحسّي باطل مردود بالمّرة .
قال ابن حزم في الفصل (2-172) : وهذا إنما هو فعلٌ يفعله الله تعالى في سماء الدنيا من الفتح لقبول الدعاء وأنَّ تلك الساعة من مظانِّ القبول والإجابة والمغفرة للمجتهدين والمستغفرين والتائبين وهذا معهودٌ في اللغة ، تقول : نزل فلانٌ عن حقّه بمعنى وهبه لي وتطول (هكذا مكتوبة في المقالات) به عليّ ومن البرهان على أنّه صفة فعل لا صفة ذات أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم علَّق النزول المذكور بوقت محدود فصحَّ أنَّه فعل في ذلك الوقت مفعول حينئذٍ .
وقد علمنا أنَّ مالم يزل فليس متعلقاً بزمان البتّة وقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض ألفاظ الحديث المذكور ما ذلك الفعل ، وهو أنّه ذكر عليه السلام أنَّ الله يأمر ملكاً ينادي في ذلك الوقت بذلك ، وأيضاً فإن ثلث الليل مختلفٌ في البلاد باختلاف المطالع والمغارب يعلمُ ذلك ضرورةً من بحث عنه فصحَّ ضرورة أنَّه فعل يفعله ربنا تعالى في ذلك الوقت لأهل كل أفق ، وأمّا من جعل ذلك نقلة فقد قدّمنا بطلان قوله في إبطال القول بالجسم بعون الله وتأييده ولو انتقل تعالى لكان محدوداً مخلوقاً مؤلفاً شاغلاً لمكان وهذه صفة المخلوقين تعالى الله عن ذلك علوّا كبيراً ، وقد حمد الله إبراهيم خليله ورسوله وعبده صلى الله عليه وسلّم إذ بيّن لقومه بنقلة القمر أنّه ليس ربّاً فقال : (( فلمّا أفل قال لا أحب الآفلين )) وكل منتقل عن مكان فهو آفل عنه تعالى الله عن هذا .ا.هـ
هذا ما يقوله ابن حزم الظاهري في حديث النزول وأين هذا من حشوية اليوم الذين يدَّعون الأخذ بالظاهر فيما يُخرجهم من الملِّة والله وليّ الهداية .
مقالات الكوثري ص 63 - 65
ومعنى النزول فتحه لباب الإجابة لعباده وهو استعمال عربي صحيح وحمله على الانتقال من فوق إلى تحت جهلٌ بما يجوز في الله وما لا يجوز فلا بدَّ من حمل النزول على الإسناد المجازي بمعنى بعثه من ينادي هذا النداء كما يدلُّ على ذلك حديث النسائي أو على المجاز في الظرف بمعنى أنَّه يُقبل على المستغفرين كما ذهب إلى ذلك حماد بن زيد وغيره ، والغروب وثلث الليل ممّا يختلف باختلاف المطالع فيستمر هذا وذاك بالنظر إلى مُختلف البلاد فلا يُتصوّر أن يراد الهبوط الحسِّي في مطلق أحاديث النزول فيكون على نمطها حديث ليلة النصف من شعبان بل حديث شعبان مُتكلّم فيه فسَوْق ابن خزيمة له في صدد الاحتجاج به على النزول الحسّي باطل مردود بالمّرة .
قال ابن حزم في الفصل (2-172) : وهذا إنما هو فعلٌ يفعله الله تعالى في سماء الدنيا من الفتح لقبول الدعاء وأنَّ تلك الساعة من مظانِّ القبول والإجابة والمغفرة للمجتهدين والمستغفرين والتائبين وهذا معهودٌ في اللغة ، تقول : نزل فلانٌ عن حقّه بمعنى وهبه لي وتطول (هكذا مكتوبة في المقالات) به عليّ ومن البرهان على أنّه صفة فعل لا صفة ذات أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم علَّق النزول المذكور بوقت محدود فصحَّ أنَّه فعل في ذلك الوقت مفعول حينئذٍ .
وقد علمنا أنَّ مالم يزل فليس متعلقاً بزمان البتّة وقد بيّن رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض ألفاظ الحديث المذكور ما ذلك الفعل ، وهو أنّه ذكر عليه السلام أنَّ الله يأمر ملكاً ينادي في ذلك الوقت بذلك ، وأيضاً فإن ثلث الليل مختلفٌ في البلاد باختلاف المطالع والمغارب يعلمُ ذلك ضرورةً من بحث عنه فصحَّ ضرورة أنَّه فعل يفعله ربنا تعالى في ذلك الوقت لأهل كل أفق ، وأمّا من جعل ذلك نقلة فقد قدّمنا بطلان قوله في إبطال القول بالجسم بعون الله وتأييده ولو انتقل تعالى لكان محدوداً مخلوقاً مؤلفاً شاغلاً لمكان وهذه صفة المخلوقين تعالى الله عن ذلك علوّا كبيراً ، وقد حمد الله إبراهيم خليله ورسوله وعبده صلى الله عليه وسلّم إذ بيّن لقومه بنقلة القمر أنّه ليس ربّاً فقال : (( فلمّا أفل قال لا أحب الآفلين )) وكل منتقل عن مكان فهو آفل عنه تعالى الله عن هذا .ا.هـ
هذا ما يقوله ابن حزم الظاهري في حديث النزول وأين هذا من حشوية اليوم الذين يدَّعون الأخذ بالظاهر فيما يُخرجهم من الملِّة والله وليّ الهداية .
مقالات الكوثري ص 63 - 65