بسم الله الرحمن الرحيم
كثيرا ما يتهم المجسمة الوهابية أدعاء السلفية أهل الحق من الأشاعرة بأنهم نافون للعلو الواجب لله تعالى .
والحقيقة أنهم كاذبون معتقدون بأن علو الله هو العلو الحسي المكاني ، ونفي العلو الحسي فالمكان فالجسمية عنه من أهل الحق الأشاعرة يسمونه المجسمة نفاقا وكذبا وافتراء منهم نفيا للعلو وتجهما وإنكارا لإجماع الأنبياء والمرسلين .. !!!
ولا يوجد في الحقيقة نص واحد صحيح لا في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية ولا في كلام أحد من السلف الصالح يبين أن علو الله هو علو مكاني حسي .
بل على العكس تماما ؛ فإنك تجد الكثير من نصوص السلف الصالح تبين أن العلو الواجب لله تعالى هو علو المكانة لا المكان وهو الظاهر من القرآن والسنة خلافا لما يتوهمه المجسمة !!
وتجد نصوصا كثيرة تؤكد على أن العلو المقصود في القرآن هو علو الملك والسلطان فقط لا علو الحركة والإنتقال .
وتجد نصوصا للعلماء المحققين تؤكد أن القائلين بالعلو المكاني هم فرقة المجسمة الجهلة .
هذا بالإضافة إلى النصوص القرآنية القاطعة بتنزه الله عن مشابهة خلقه مطلقا فالجسمية والمكان كقوله تعالى :- ( ليس كمثله شيء ) ( ولم يكن له كفؤا أحد ) .
ومن السنة النبوية كقول رسول الله عليه الصلاة والسلام :- ( ليس له شبه ولا عدل ) ( الظاهر فليس فوقه شيء والباطن فليس دونه شيء ) .
__________________________________________________ _____________
ولما كان الوهابية المجسمة يعلمون أن اثبات العلو الحسي فالمكان يقتضي تشبيها لله تعالى بخلقه فقد أجمعوا على جواز أن يشبه الله تعالى خلقه ومنعوا أن يماثله في تلك الجهات فقط .
ولهذا تجد الشيخ ابن عثيمين في أول شريطه ( القواعد المثلى ) يؤكد على أنه تعلم من شيخه ابن تيمية عدم نفي مشابهة الله لخلقه بل نفي المماثلة فقط وقال بالحرف الواحد :- لا توجد آية في القرآن ولا حديث في السنة ينفي تشبيه الله بخلقه !!!!
ولهذا فإن نفي التشبيه عندهم كلمة مجملة فيها حق وباطل ؛ فالحق فيها نفي التمثيل فقط !! والباطل نفي التشبيه مطلقا ؛ كنفي المعنى المشترك في المتشابهات فلله يد ولنا يد ، ولا يجوز نفي المعنى الكلي المشترك بيننا وبين الله تعالى ألا وهو الجزء الآلة ولكنهم قالوا أنها عند الله لا تنفصل عنه !!!
وهذا ظاهر في كتبهم كلها ككتاب الإعلام بمخالفات الموافقات والإعتصام للشيخ ( ناصر بن حمد الفهد ) ص 45 .. وبناء على هذه القاعدة فقد أكد عقيدة ابن تيمية أن الله يقعد على عرشه بشكل يختلف عن قعود الإنسان ((5-527 فتاويه)) بأحاديث ضعيفة واهية !!!!
وهذا نص ابن عثيمين حيث قال في شرح الواسطية ص51 :- إن لله يدان وعينان ووجه وساق نظيره أجزاء وأبعاض لنا .
وهذه هي مشكلة المجسمة وعلى رأسهم القاضي أبو يعلى رأس المجسمة حيث ألف كتابا اسمه ( إبطال التأويلات ) أثبت فيه أن الله يستلقي على العرش ويضع رجله اليمنى فوق اليسرى وأنه يقوم للمؤمن إذا دخل عليه وأنه شاب أمرد جعد قطط يلبس نعلين أخضرين ويضع تاجا _ أقول أثبتها كلها صفات تليق بالله تعالى _ وما زال الوهابية يطبعونه ويعتمدون عليه !!! والآن يطبعون كتاب إثبات الحد وجلوس الله للدشتي ، وهذا كتاب جمع فيه التجسيم جمعا عجيبا !!
__________________________________________________ ___________
والآن مع الأدلة التي تمسك بها الوهابية المجسمة والتي تشير إلى عكس ما يريدون .
أولا - نصوص الإستواء على العرش ..
والوهابية المجسمة يعتقدون أن الإستواء هو العلو المكاني والجلوس والإستقرار على العرش .
وينصون على ذلك في كتبهم كما عرضت من كتاب الإعلام من أن الله يجلس ويقعد بشكل يختلف عن قعود البشر .. وأكد أن هذه هي العقيدة الصحيحة .. وفي كتاب السنة المنسوب للإمام أحمد ص5 :- ( ولا يكون الإستواء إلا بجلوس ) وفيه قول الإمام عبد الله ابن الإمام أحمد أنه رأى أباه الإمام أحمد يصحح أحاديث الجلوس تصحيحه لأحاديث الرؤية !!
وهكذا يعتمد المجسمة الوهابية على الضعيف والكذب في إثبات عقيدة لا يجوز إثباتها إلا بالصحيح المتواتر من القرآن والسنة .
وهنا نذكر أن العلماء المحققين نفوا ذلك الذي يتوهمه المجسمة عقيدة ، ونذكر منهم :-
1- الإمام السلفي الطبري أكد على أن الإستواء هو علو الملك والسلطان لا علو الحركة والإنتقال .
وهذا نص قاطع في محل الإشكال ذكره في عرضه لمعاني الإستواء عند تفسيره لقوله تعالى :- ( ثم استوى إلى السماء ) البقرة .
فالله سبحانه وتعالى بين استواءه وفسره بالتدبير والملك وهذا يفهمه من كان عنده علم تام ودقيق باللغة العربية فقط في قوله تعالى ( ثم استوى على العرش يدبر الأمر ) والقاعدة عند أهل العلم هي ( أن الجمل بعد المعارف أحوال وبعد النكرات صفات ) ؛ وهنا يكون الله قد بين أن معنى استواءه هو التدبير والملك كما بين ذلك العلامة السلفي الحافظ الطبري وكل علماء المسلمين المحققين إلا المجسمة !!!
2- نجد العلامة الشوكاني يؤكد ما ذهب إليه إمام السلف الطبري في تفسيره للإستواء فنص على أن الإستواء يأتي بمعنى التدبير والحفظ لخلقه .
وهذا نص في أن الإستواء يأتي بمعناه المجازي لا الحسي المكاني كما أكد إمام السلف الطبري .
قال العلامة الشوكاني :- { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } أي: استولى عليه بالحفظ والتدبير، أو استوى أمره، أو أقبل على خلق العرش، وقد تقدّم الكلام على هذا مستوفى ..
3- العلامة ابن كثير يؤكد على أن ظاهر الإستواء المتبادر لأذهان المشبهة منفي عن الله تعالى وأنه استواء يليق بالله تعالى .
حيث قال في تفسيره :- وأما قوله تعالى: { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جداً ليس هذا موضع بسطها، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح مالك والأوزاعي والثوري والليث بن سعد والشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وغيرهم من أئمة المسلمين قديماً وحديثاً، وهو إمرارها كما جاءت من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله، لا يشبهه شيء من خلقه { لَيْسَ كمثله شيء ) .
وهذا أيضا نص منه على نفي العلو المكاني فالجلوس الذي هو ظاهر الإستواء عند المجسمة الوهابية المشبهة .
4- أكد العلامة القرطبي في تفسيره أن المجسمة هم الذين يحملون المتشابهات - ومنها الإستواء - على ظاهرها ، وبالتالي فهم يعبدون صنما لا إله ، في تفسيره لآية المتشابهات (آل عمران) .
__________________________________________________ __________
ثانيا - تمسك المجسمة الوهابية بالآية الكريمة :- ( وهو القاهر فوق عباده ) متوهمين أنها نص في إثبات العلو المكاني !!!
وكالعادة فهم مخطؤون تماما فعند بيان عقيدة السلف وعلماء التفسير المحققين نجد أنهم يحكمون علي الوهابية بالتجسيم بحملهم معنى الآية على العلو الحسي وأن كل ما تدل عليه الآية هو علو القهر والملك فقط .
ونذكر من العلماء من بين ذلك :-
1- قال المفسر الشوكاني :- ومعنى: { فَوْقَ عِبَادِهِ } فوقية الاستعلاء بالقهر والغلبة عليهم، لا فوقية المكان كما تقول: السلطان فوق رعيته، أي بالمنزلة والرفعة .
2- قال الحافظ المفسر القرطبي :- قوله تعالىٰ: { وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } ومعنى { فَوْقَ عِبَادِهِ } فوقية الاستعلاء بالقهر والغلبة عليهم؛ أي هم تحت تسخيره لا فوقية مكان؛ كما تقول: السلطان فوق رعيته أي بالمنزلة والرفعة. وفي القهر معنى زائد ليس في القدرة، وهو منع غيره عن بلوغ المراد.
فمعنى الكلام إذن: والله الغالب عباده العالي عليهم بتذليله لهم وخلقه إياهم، فهو فوقهم بقهره إياهم، وهم دونه.
3- قال ابن كثير :- ولهذا قال تعالى: { وَهُوَ ٱلْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ } أي: وهو الذي خضعت له الرقاب، وذلت له الجبابرة، وعنت له الوجوه، وقهر كل شيء، ودانت له الخلائق، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه، وعظمته وعلوه، وقدرته على الأشياء، واستكانت وتضاءلت بين يديه، وتحت قهره وحكمه .
4- قال الإمام السلفي الطبري :- يعني تعالى ذكره بقوله: «وهو» نفسه يقول: والله القاهر فوق عباده. ويعني بقوله: { القاهِرُ }: المذلل المستعبد خلقه العالي عليهم. وإنما قال: «فوق عباده»، لأنه وصف نفسه تعالى بقهره إياهم، ومن صفة كلّ قاهر شيئاً أن يكون مستعلياً عليه.
أنظروا كيف يحمل الإمام الطبري علو الله على صفة القهر ، وهذا لأن العلماء المحققين يعلمون أن متعلق الجملة الظرفية ( فوق عباده ) هو من حيث الإشتاق مرتبط باسم الفاعل ( القاهر ) فلا يكون المعنى إلا كما بينه العلامة السلفي الطبري بأن فوقية الله فوقية قهر وملك لا فوقية الحركة والإنتقال والمكان كما هي عقيدة المجسمة الوهابية أدعياء السلفية .
__________________________________________________ ________
ثالثا :- تمسك الوهابية المجسمة بقوله تعالى ( وهو العلي العظيم ) فظنوا أن اسماءه العلي والأعلى والمتعال دالة على العلو المكاني !!!
وهكذا نجد أن العلماء قد نصوا على أن معتقد ذلك فرقة جهلة مجسمة على التحقيق !!!
ونذكر منهم :-
1) قال الحافظ المفسر العلامة القرطبي :- و { ٱلْعَلِيُّ } يراد به علو القدر والمنزلة لا علو المكان؛ لأن الله منزَّه عن التحيُّز. وحكى الطبريّ عن قوم أنهم قالوا: هو العلِيّ عن خلقه بارتفاع مكانه عن أماكن خلقه. قال ٱبن عطية: وهذا قول جهلةٍ مجسِّمين، وكان الوجه ألا يُحكى ، وهو كما ترون رأي المجسمة الوهابية تماما .
2) قال العلامة الشوكاني :- تماما كقول العلامة القرطبي فأكد قوله وأن المجسمة هم من يقولون بعلو المكان !!!!
3) قال إمام المفسرين الطبري :- وأما تأويـل قوله: { وَهُوَ ٱلْعَلِىُّ } فإنه يعنـي: والله العلـيّ. والعلِـيّ: الفعيـل من قولك علا يعلو علوًّا: إذا ارتفع، فهو عالٍ وعلـيّ، والعلـيّ: ذو العلوّ والارتفـاع علـى خـلقه بقدرته. وكذلك قوله: { ٱلْعَظِيمِ } ذو العظمة، الذي كل شيء دونه، فلا شيء أعظم منه. كما:
4) وقال العلامة الطبري في تفسير اسم الجلالة المتعال :- يقول تعالـى ذكره: والله عالـم ما غاب عنكم وعن أبصاركم فلـم تَرَوْه وما شاهدتـموه، فعاينتـم بأبصاركم، لا يخفـى علـيه شيء، لأنهم خـلقه، وتدبـيره الكبـير الذي كلّ شيء دونه، الـمتعال الـمستعلـي علـى كلّ شيء بقدرته، وهو الـمتفـاعل من العلوّ مثل الـمتقارب من القرب والـمتدانـي من الدنوّ.
5) وقال أيضا في تفسيره لقوله تعالى :- ( سبح اسم ربك الأعلى ) :- :- عظم اسم ربك، ونزّهه عن الأوثان في الأرض .
وهو تماما كتفسير العلامة القرطبي حيث قال أن الأعلى بمعنى تنزيهه عن السوء .. وهذا أصل العلو كما بين الله تعالى قول فرعون ( أنا ربكم الأعلى ) أي المعظم . ولا يقصد المكان إلا المجسمة لأن عقولهم قاصرة ....
__________________________________________________ ____________
رابعا :- تمسك الوهابية المجسمة بقوله تعالى :- ( يخافون ربهم من فوقهم ) .
وهم طبعا لا يعلمون أن الفوقية متعلقة في الفعل يخافون ، كما يقول علماء اللغة .. ولهذا بين العلماء المحققين ذلك ومنهم :-
1- قال العلامة الشوكاني :- معناها يخافون عذاب ربهم من فوقهم ، كما قال الله ( وهو القاهر فوق عباده ) وقول فرعون ( وإنا فوقهم قاهرون ) . فالفوقية فوقية قهر لا مكان ..
أو بمعنى حذف المضاف فيكون المعنى يخافون ملائكة ربهم من فوقهم ( لأنها تنزل بالعذاب كقلب جبريل لقرى لوط عليه السلام فيكون عذاب الله من فوقهم أشد .
2- وقال الحافظ المفسر القرطبي :- { يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِّن فَوْقِهِمْ } أي عقاب ربهم وعذابه ، لأن العذاب المهلك إنما ينزل من السماء.
وقيل: المعنى يخافون قدرة ربهم التي هي فوق قدرتهم؛ ففي الكلام حذف. وقيل: معنى «يخافون ربهم من فوقهم» يعني الملائكة، يخافون ربهم وهي من فوق ما في الأرض من دابة ومع ذلك يخافون؛ فلأن يخاف مَن دونهم أولى؛ دليل هذا القول قوله تعالى: { وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ } يعني الملائكة.
__________________________________________________ ________
خامسا :- تمسكوا بقوله تعالى :- ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطّيّبُ وَالْعَمَلُ الصّالِحُ يَرْفَعُهُ ) .. ولم يعلم المساكين أن الكلام والعمل ليس جسما ليصعد حقيقة ، ولكنه الجهل الأعمى المركب ، فهذه عبارة مجازية مشهورة في اللغة العربية ، نقول صعد الأمر إلى القاضي ..
وهنا نعرض بعض أقوال العلماء المحققين في تفسيرها :-
1- قال العلامة الشوكاني :- أي إلى الله يصعد لا إلى غيره، ومعنى صعوده إليه: قبوله له ، أو صعود الكتبة من الملائكة بما يكتبونه من الصحف، وخصّ الكلم الطيب بالذكر لبيان الثواب عليه، وهو يتناول كل كلام يتصف بكونه طيباً من ذكر لله، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر، وتلاوة، وغير ذلك، فلا وجه لتخصيصه بكلمة التوحيد، أو بالتحميد، والتمجيد.
2- قال القرطبي :- وقال الزجاج: يقال ارتفع الأمر إلى القاضي أي علمه؛ فهو بمعنى العلم. وخص الكلام والطيب بالذكر لبيان الثواب عليه. وقوله: «إِلَيْهِ» أي إلى الله يصعد. وقيل: يصعد إلى سمائه والمحل الذي لا يجري فيه لأحد غيرِه حكم. وقيل: أي يحمل الكتاب الذي كتب فيه طاعات العبد إلى السماء. و«الْكَلِمُ الطَّيِّبُ» هو التوحيد الصادر عن عقيدة طيّبة.
__________________________________________________ _________________
سادسا :- تمسكوا بقوله تعالى عن عيسى عليه السلام :- ( تعرج الملائكة والروح إليه ) و ( إني متوفيك ورافعك إلي ) وأمثالها وما علموا المساكين أن الله رفع عيسى للسماء الرابعة ، فهل ثمة الله عز وجل ؟؟!!!! ولننظر أقوال العلماء الذين أكدوا على أن المجسمة هم من يحملون هذه المتشابهات على ظاهرها كالوهابية تماما !!
1- قال العلامة الرازي :- والمشبهة يتمسكون بهذه الآية في إثبات المكان لله تعالى وأنه في المساء، وقد دللنا في المواضع الكثيرة من هذا الكتاب بالدلائل القاطعة على أنه يمتنع كونه تعالى في المكان فوجب حمل اللفظ على التأويل، وهو من وجوه:
الوجه الأول: أن المراد إلى محل كرامتي، وجعل ذلك رفعاً إليه للتفخيم والتعظيم ومثله قوله تعالى عن ابراهيم عليه السلام ( إِنّى ذَاهِبٌ إِلَىٰ رَبّى سيهدين )[الصافات: 99] وإنما ذهب إبراهيم صلى الله عليه وسلم من العراق إلى الشام .
وقد يقول السلطان: ارفعوا هذا الأمر إلى القاضي، وقد يسمى الحجاج زوار الله، ويسمى المجاورون جيران الله، والمراد من كل ذلك التفخيم والتعظيم فكذا ههنا.
الوجه الثاني: في التأويل أن يكون قوله { وَرَافِعُكَ إِلَىَّ } معناه إنه يرفع إلى مكان لا يملك الحكم عليه فيه غير الله لأن في الأرض قد يتولى الخلق أنواع الأحكام فأما السمٰوات فلا حاكم هناك في الحقيقة وفي الظاهر إلا الله.
وقولـه : (تعرج الملائكة والروح إليه) [المعارج:4]
2- قال العلامة الشوكاني :- أي: تصعد في تلك المعارج التي جعلها الله لهم،
3- قال الإمام الطبري :- أي إلى السماء .
4- قال الحافظ القرطبي :- { تَعْرُجُ ٱلْمَلاَئِكَةُ وَٱلرُّوحُ } أي تَصْعَد في المعارج التي جعلها الله لهم.
وهكذا نرى أن عقيدة إخواننا الوهابية ما هي إلا عقيدة المجسمة على التحقيق ، وتمسكهم بالمتشابهات أدل دليل على ذلك ، وحججهم أوهن من بيت العنكبوت . بل عقيدتهم تخالف عقيدة السلف الصالح وجميع العلماء المحققين كما رأينا .
نسأل الله لهم الهداية والرشاد .
يتبع ..