الرد على الشيخ الألباني في حجته التي يناظر حولها دفاعا عن تفرقة المسلمين
أيام السلفية كنت أسمع الشيخ الألباني غفر الله له يناظر ويتحدث عن هذه النقطة في كثير من مجالسه وأشرطته , وكنت مقتنعا بها جدا . ولما من الله علي بالتوبة من التوهب علمت أن كلامه ليس إلا عبارة عن ( بحث عن المتاعب ) , مزيد من المتاعب لهذه الأمة والعيش في خيالات وأفلام سينمائية تسمى الفرقة الناجية . تلك الفرقة الصغيرة جدا من بين الأمة الكبيرة التي كلها في النار , لاحظ :أمة النبي كلها في النار إلا فرقة !! ويا للهول ويا للكبيرة القاصمة لأي قلب تدخله .
الفرقة الناجية أو الجماعة هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم العامة الجامعة المانعة أيها السلفيون , ومن شذ عنها شذ في النار وبئس المصير ! وأنتم أول الشاذين نسأل الله لكم التوبة مما أنتم فيه .
المقصود كيلا أطيل عليكم أيها الأحبة : هذه الحجة التي يناظر حولها الألباني وجدتها مفرغة من أحد أشرطته على هذا الرابط :
http://www.alsalafway.com/Forum/showthread.php?t=4363
ومختصر حجته كالآتي :
1- أن هناك مبتدعة أدخلوا في الاسلام ما ليس فيه . وكلهم يقول أنا ( مسلم على الكتاب والسنة ) .
2- ولكن الصفوة من الصحابة والسلف هم فقط الصادقون في هذه الدعوى , ولذلك لا يكفي أن نقول نحن ( مسلمون على الكتاب والسنة ) وانما لابد من ضميمة الانحياز إلى فئة السلف الصالح .
انتهت الحجة باختصار .
والشيخ رحمه الله كان غلابا لمناظريه لا لقوة حجته وانما لقوة شخصيته الآسرة التي تشبه شخصية ابن تيمية إلى حد بعيد . ولكن هذا لا يسمن ولا يغني من جوع في دين الله ..
المقصود ..
هل هذا الكلام مقنع ؟
لنراجع كلام الشيخ من خلال المفردات التالية :
1- أولا هل نقلب الآية ؟ فنترك التيار العام للأمة الذي يمثل ( الجماعة ) في أقوى صورها والتي يد الله معها لأجل بعض الفرق المبتدعة التي لا شأن لها , ونتحصن في حصن منيع ضد أمتنا تحت اسم السلفية ؟ أيهما خاصمت الآن ؟ المبتدعة أم أمتك وجماعتك الكبيرة ؟ انت لم تصنع شيئا إلا أنك أضفت فرقة جديدة إلى قوائم الفرق الضالة الشاذة عن الجماعة .
هذه واحدة
2- والأخرى : هل أمة محمد التي هي الجماعة الكبيرة أصبحت كلها عبارة عن مبتدعة وزنادقة وملاحدة كي تزعم أنك وحدك المقتفي لمنهج السلف ؟
3- فإن قلت : لست أنا وحدي وانما ( منهج السلف واضح ) ومتاح لكل أحد أن يقتفيه .
قلنا لك : ( هذا الوضوح , وضوح بحسب رؤيتك أنت أم رؤيتي أنا ؟ )
فإن قلت : لا أنا ولا أنت وانما بحسب رؤية وفهم السلف
قلنا لك : بالله عليك لا تجعل النصوص الجامدة تساوي أشخاص السلف وكأن فهمك لنصوصهم = ييجعلك كأنك جلست معهم وسألتهم وأجابوك واسفسرت عن مقاصدهم فأفتوك !
نحن نتعامل مع نصوص لا مع أشخاص , وعليه : فإن هذه النصوص يختلف العلماء في تفسيرها كل بحسب فهمه وعلمه وأدواته وكل له عذره على ما هو مسطور في كتاب ( رفع الملام عن الأئمة الأعلام ) لابن تيمية فيلسوف السلفية . أليس كذلك ؟
ولذلك نكرر عليك السؤال : ( هذا الوضوح , وضوح بحسب رؤيتك أنت أم رؤيتي أنا ؟ )
وأضرب لك مثالا : أنتم - تبعا لابن تيمية طبعا وليس السلف - تحرمون التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم , وهذه بدعة تيمية لم يسبقه إليها أحد من الأئمة , ولما تحيّر في العثور على نص عن أحد منهم يحرم التوسل لم يجد أمامه إلا قول مالك : ( أكره أن يقول زرت قبر النبي ) .
الآن هذا نص ! وهذا فهمهكم أو فهم ابن تيمية له .
حسن ؟ جميل ؟
تعال لنر فهم العلماء الآخرين : قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري نقلا عن غيره من العلماء أن الامام مالك قال هذا من باب الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم . فالنبي حينما يزار يقال زرت النبي صلى الله عليه وسلم لأنه حي في قبره . وأخبار مالك في تعظيم حياته البرزخية وعدم رفع الصوت في حضرته بل وعدم ركوب الدواب في المدينة النبوية أخبار ثابتة عن الامام مالك , ومع ذلك يفهم ابن تيمية عن الامام مالك هذا الكلام . بل ويرى أن من يفهم كلام مالك على وجهه مبتدع ضال , وأتى ابن عبد الوهاب الارهابي فجعله مشرك مرتد حلال الدم وقتل وسفك الدماء وجعلها مذبحة .
فبالله عليك أين دور السلف في قضية من أعظم القضايا كقضية التوسل . وأينا أحق باتباع السلف فيها : من له جيش طويل من العلماء القائلين بالتوسل سلفا عن سلف إلى الصحابة الكرام ؟ أم من ليس له سند إلا ابن تيمية ؟
ولا تقل لي النصوص كيلا ندور في حلقة مفرغة , فنحن الآن نتحدث عن فهم الرجال للنصوص .
4- اذا ثبت هذا كان معلوما أن الأمة على السنة والجماعة إلا من شذ عنها فهو في النار وقد خالف الاجماع وبغى وتعدى وظلم . والصحيح أن كل هذه الفرق تمثل أقلية في الأمة فأين الدروز وأين الاسماعيلية الذين يتحدث عنهم الألباني أين هم من حيث الكم والكيف وماوزنهم في التيار العام للجماعة .
وعليه فمن اتخذ فرقة صغيرة والى عليها وعادى عليها وزعم أنها هي الناجية دون غيرها فهذا ( مُسعر حرب ) يجب أن يقطع لسانه من أصله بتصرف من الخليفة أو الحاكم العادل .
5- وعليه أيضا : اذا قيل لك ما مذهبك فقل : السنة والجماعة .
فإن قيل لك : لا نسألك عن دينك وانما عن مذهبك , فقل : ديني الذي أنزله الله على محمد هو مذهب واحد من شذ عنه وحاربه فهو المبتدع الزائغ .
وقد سئل مالك عن أهل السنة، فقال: كل من سوى الخوارج ، والقدرية، والرافضة. أوكما قال. وقال رجل لأبي بكر بن عيَّاش: يا أبا بكر، من السُّني؟ قال: الذي إذا ذكرت الأهواء لم يغضب لشيء منها .
هذا هو الاسلام والمذهب معا . فالاسلام هو الذي يتضمن فرق أهل السنة وليست فرقة صغيرة هي التي تبتلع الاسلام . فعلامة السني عدم غضبه لسلفية ولا لتيمية ولا غيرها كما ذكر ابو بكر بن عياش رحمه الله .
فهو منهج يسع جماعة الأمة بخلافاتها الفرعية الوجوهرية ويسمح بوجود مساحة كبيرة جدا للاختلاف ما دامت لم تصل إلى حد التكفير والنفي الاجتماعي . ورُب عمل يعتبر من أكفر الكفر عند طائفة من الغلاة , وهو هو عين التوحيد وتعظيم النبي وآله عند عامة الأمة !! فكيف تحكم الطائفة على علماء الأمة كلهم قديما وحديثا أنهم لم يفقهوا مقصد السلف من دونهم ؟ هذا غير مقبول اطلاقا , وليس علماء الأمة أطفال أو جهلة بلغة العرب أو الأصول كحال غلمان التكفير كي يقام لهذه الرعونة وهذا البغي على العلماء أي وزن .
ومع ذلك فإن علماء الأمة اليوم يرون أن الاخوة السلفيين يشتركون مع فرقة الخوارج في كثير من النقاط وعلى أحسن الأحوال هم فرقة من الفرق لها منهجها الفكري ومنظروها ومفكروها الكبار كابن تيمية وابن عبد الوهاب , ولها تطورها العقائدي الملحوظ وإن لم يعترفوا بهذا فهذا ليس بشيء كما ذكرنا وانما الضابط هو حكم علماء الأمة الكبيرة التي هي الجماعة .
منقول
أيام السلفية كنت أسمع الشيخ الألباني غفر الله له يناظر ويتحدث عن هذه النقطة في كثير من مجالسه وأشرطته , وكنت مقتنعا بها جدا . ولما من الله علي بالتوبة من التوهب علمت أن كلامه ليس إلا عبارة عن ( بحث عن المتاعب ) , مزيد من المتاعب لهذه الأمة والعيش في خيالات وأفلام سينمائية تسمى الفرقة الناجية . تلك الفرقة الصغيرة جدا من بين الأمة الكبيرة التي كلها في النار , لاحظ :أمة النبي كلها في النار إلا فرقة !! ويا للهول ويا للكبيرة القاصمة لأي قلب تدخله .
الفرقة الناجية أو الجماعة هي أمة محمد صلى الله عليه وسلم العامة الجامعة المانعة أيها السلفيون , ومن شذ عنها شذ في النار وبئس المصير ! وأنتم أول الشاذين نسأل الله لكم التوبة مما أنتم فيه .
المقصود كيلا أطيل عليكم أيها الأحبة : هذه الحجة التي يناظر حولها الألباني وجدتها مفرغة من أحد أشرطته على هذا الرابط :
http://www.alsalafway.com/Forum/showthread.php?t=4363
ومختصر حجته كالآتي :
1- أن هناك مبتدعة أدخلوا في الاسلام ما ليس فيه . وكلهم يقول أنا ( مسلم على الكتاب والسنة ) .
2- ولكن الصفوة من الصحابة والسلف هم فقط الصادقون في هذه الدعوى , ولذلك لا يكفي أن نقول نحن ( مسلمون على الكتاب والسنة ) وانما لابد من ضميمة الانحياز إلى فئة السلف الصالح .
انتهت الحجة باختصار .
والشيخ رحمه الله كان غلابا لمناظريه لا لقوة حجته وانما لقوة شخصيته الآسرة التي تشبه شخصية ابن تيمية إلى حد بعيد . ولكن هذا لا يسمن ولا يغني من جوع في دين الله ..
المقصود ..
هل هذا الكلام مقنع ؟
لنراجع كلام الشيخ من خلال المفردات التالية :
1- أولا هل نقلب الآية ؟ فنترك التيار العام للأمة الذي يمثل ( الجماعة ) في أقوى صورها والتي يد الله معها لأجل بعض الفرق المبتدعة التي لا شأن لها , ونتحصن في حصن منيع ضد أمتنا تحت اسم السلفية ؟ أيهما خاصمت الآن ؟ المبتدعة أم أمتك وجماعتك الكبيرة ؟ انت لم تصنع شيئا إلا أنك أضفت فرقة جديدة إلى قوائم الفرق الضالة الشاذة عن الجماعة .
هذه واحدة
2- والأخرى : هل أمة محمد التي هي الجماعة الكبيرة أصبحت كلها عبارة عن مبتدعة وزنادقة وملاحدة كي تزعم أنك وحدك المقتفي لمنهج السلف ؟
3- فإن قلت : لست أنا وحدي وانما ( منهج السلف واضح ) ومتاح لكل أحد أن يقتفيه .
قلنا لك : ( هذا الوضوح , وضوح بحسب رؤيتك أنت أم رؤيتي أنا ؟ )
فإن قلت : لا أنا ولا أنت وانما بحسب رؤية وفهم السلف
قلنا لك : بالله عليك لا تجعل النصوص الجامدة تساوي أشخاص السلف وكأن فهمك لنصوصهم = ييجعلك كأنك جلست معهم وسألتهم وأجابوك واسفسرت عن مقاصدهم فأفتوك !
نحن نتعامل مع نصوص لا مع أشخاص , وعليه : فإن هذه النصوص يختلف العلماء في تفسيرها كل بحسب فهمه وعلمه وأدواته وكل له عذره على ما هو مسطور في كتاب ( رفع الملام عن الأئمة الأعلام ) لابن تيمية فيلسوف السلفية . أليس كذلك ؟
ولذلك نكرر عليك السؤال : ( هذا الوضوح , وضوح بحسب رؤيتك أنت أم رؤيتي أنا ؟ )
وأضرب لك مثالا : أنتم - تبعا لابن تيمية طبعا وليس السلف - تحرمون التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم , وهذه بدعة تيمية لم يسبقه إليها أحد من الأئمة , ولما تحيّر في العثور على نص عن أحد منهم يحرم التوسل لم يجد أمامه إلا قول مالك : ( أكره أن يقول زرت قبر النبي ) .
الآن هذا نص ! وهذا فهمهكم أو فهم ابن تيمية له .
حسن ؟ جميل ؟
تعال لنر فهم العلماء الآخرين : قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري نقلا عن غيره من العلماء أن الامام مالك قال هذا من باب الأدب مع النبي صلى الله عليه وسلم . فالنبي حينما يزار يقال زرت النبي صلى الله عليه وسلم لأنه حي في قبره . وأخبار مالك في تعظيم حياته البرزخية وعدم رفع الصوت في حضرته بل وعدم ركوب الدواب في المدينة النبوية أخبار ثابتة عن الامام مالك , ومع ذلك يفهم ابن تيمية عن الامام مالك هذا الكلام . بل ويرى أن من يفهم كلام مالك على وجهه مبتدع ضال , وأتى ابن عبد الوهاب الارهابي فجعله مشرك مرتد حلال الدم وقتل وسفك الدماء وجعلها مذبحة .
فبالله عليك أين دور السلف في قضية من أعظم القضايا كقضية التوسل . وأينا أحق باتباع السلف فيها : من له جيش طويل من العلماء القائلين بالتوسل سلفا عن سلف إلى الصحابة الكرام ؟ أم من ليس له سند إلا ابن تيمية ؟
ولا تقل لي النصوص كيلا ندور في حلقة مفرغة , فنحن الآن نتحدث عن فهم الرجال للنصوص .
4- اذا ثبت هذا كان معلوما أن الأمة على السنة والجماعة إلا من شذ عنها فهو في النار وقد خالف الاجماع وبغى وتعدى وظلم . والصحيح أن كل هذه الفرق تمثل أقلية في الأمة فأين الدروز وأين الاسماعيلية الذين يتحدث عنهم الألباني أين هم من حيث الكم والكيف وماوزنهم في التيار العام للجماعة .
وعليه فمن اتخذ فرقة صغيرة والى عليها وعادى عليها وزعم أنها هي الناجية دون غيرها فهذا ( مُسعر حرب ) يجب أن يقطع لسانه من أصله بتصرف من الخليفة أو الحاكم العادل .
5- وعليه أيضا : اذا قيل لك ما مذهبك فقل : السنة والجماعة .
فإن قيل لك : لا نسألك عن دينك وانما عن مذهبك , فقل : ديني الذي أنزله الله على محمد هو مذهب واحد من شذ عنه وحاربه فهو المبتدع الزائغ .
وقد سئل مالك عن أهل السنة، فقال: كل من سوى الخوارج ، والقدرية، والرافضة. أوكما قال. وقال رجل لأبي بكر بن عيَّاش: يا أبا بكر، من السُّني؟ قال: الذي إذا ذكرت الأهواء لم يغضب لشيء منها .
هذا هو الاسلام والمذهب معا . فالاسلام هو الذي يتضمن فرق أهل السنة وليست فرقة صغيرة هي التي تبتلع الاسلام . فعلامة السني عدم غضبه لسلفية ولا لتيمية ولا غيرها كما ذكر ابو بكر بن عياش رحمه الله .
فهو منهج يسع جماعة الأمة بخلافاتها الفرعية الوجوهرية ويسمح بوجود مساحة كبيرة جدا للاختلاف ما دامت لم تصل إلى حد التكفير والنفي الاجتماعي . ورُب عمل يعتبر من أكفر الكفر عند طائفة من الغلاة , وهو هو عين التوحيد وتعظيم النبي وآله عند عامة الأمة !! فكيف تحكم الطائفة على علماء الأمة كلهم قديما وحديثا أنهم لم يفقهوا مقصد السلف من دونهم ؟ هذا غير مقبول اطلاقا , وليس علماء الأمة أطفال أو جهلة بلغة العرب أو الأصول كحال غلمان التكفير كي يقام لهذه الرعونة وهذا البغي على العلماء أي وزن .
ومع ذلك فإن علماء الأمة اليوم يرون أن الاخوة السلفيين يشتركون مع فرقة الخوارج في كثير من النقاط وعلى أحسن الأحوال هم فرقة من الفرق لها منهجها الفكري ومنظروها ومفكروها الكبار كابن تيمية وابن عبد الوهاب , ولها تطورها العقائدي الملحوظ وإن لم يعترفوا بهذا فهذا ليس بشيء كما ذكرنا وانما الضابط هو حكم علماء الأمة الكبيرة التي هي الجماعة .
منقول